شذرات من الأفكار والرؤى – في سبيل أن نفهم أكثر!

شذرات من الأفكار والرؤى – في سبيل أن نفهم أكثر!

نشر : دار إدراك المعرفية  سنة 1444هـ ، 140 صفحة

هذا الكتاب الذي تراه أيها القارئ الكريم، هو بعض أفكاري التي صحبتني خلال مسيرة التعلُّم والتعليم الطويلة والممتدة عبر ثلاثة عقود وزيادة، لم تدوَّن خلال تلك المدة، وإنما كانت تسري في روحي وتعتمل في ذهني، فأجزم بها أحيانًا، وأتخلَّى عن شيء منها في أحايين أُخر، ثم ما بين مدة وأخرى يضاف إليها أفكار متجددة متوالدة لا تتوقف، تنبع من منبعين ثريَّين لكلِّ إنسان، وهما: منبع القراءة، ومنبع التأمل…

هذه الشذرات -كما ستلحظ أيها القارئ الكريم- متنوعة في موضوعاتها… كُتبت في أوقاتٍ متفرقةٍ، وصَحِبَها أحوالٌ مختلفة للكاتب، ما بين نشاطٍ وفتورٍ، وإقبالٍ وإدبارٍ، واندفاع وإحجامٍ، وأحوال متوسِّطةٍ بين ذلك كلِّه. وهذا من شأنه أن يؤثر في جودة الكتابة، فتبرز تلك الثنائيات= كقوة العبارات وضعفها، وسَعتها وخصوصيتها، ووضوحها وغموضها… ومهما حاول الكاتبُ إعادةَ التحرير واستكمالَ النقص، وتوضيحَ الغامض، وتقويةَ الضعيف، ورَتْقَ الفجوات؛ فستبقى بعضُ تلك السِّمات ظاهرةً على ما يكتب.

هذا الأمر أجدُ أنه نافع للكاتب والقارئ على حدٍّ سواء؛ فالكاتبُ يَعرف بعدَ ذلك مواطنَ الضعف وأماكن النقص، وثغرات البناء، فيتجاوز تلك المؤاخذات في كتابات قادمة.

والقارئ يتمرَّن على اكتشاف تلك الثُّنائيات والتعرُّفِ عليها، وتنمو لديه مَلَكة النقد، وتترقَّى لديه حاسة التذوق…

 ومن ثَمَّ يَعْذر مَن يقرأ لهم إنِ استحقوا العُذر، ويُسهم في ترقية الحالة الثقافية عمومًا.